الورد والموت




الورد والموت

-نثيرة-

مصطفى الشيمي

 


لا أحبُّ الغربانَ
تمنعني دومًا
 من العودةِ إلى المنزلِ
ضوء القمر يرشدني
فأرتجفُ
غرابٌ فوق كل ضريح
أنزع عظمة يدي اليسرى
وأهشُ بها الطير


تنعقُ الغربان من حولي
وتضربُ الهواءَ بجناحيها طويلاً
 قبل مغادرة المكانِ
تهاجمني الريح والبرد
هذه المرة
أخرج من أسفل قلبي
زهرة النرد
وألقي بها عاليًا في السماءِ


أحبُّ الخروجَ كثيرًا
العالم مليء بالألوانِ
بالطرق وإشارات المرور
والملاهي
 للأطفال أو للكبارِ
لا أبالي بالغربان
 التي تملأ المكان
والتي صارت ترمقني بذعرٍ
بعينيها الواسعتين
لأنني أضحكُ كثيرًا وأزرعُ الورد


هذه زهرة الثالوث
وهذه عصفور الجنة
كانت تشير إليهما
 بأصبعِها الرقيق
الفتاة التي زرعت في قلبي وردة
قلبي مليءٌ بالبهجةِ
هذه الحديقة وطني
والموتى ينهضون من حولي
يرقصون ويرقصون
هربَ الموتَ بعيدًا
وسكن حديقتنا
الحمام والكروان
 والهدهد وأبو قردان



تعليقات

  1. كم افتقدك يا صديق وأفتقد أعمالك ونفتقد جميعنا اساساً راسخاً في المنتديات الأدبية
    لك مني كل التحية
    وكن بخير

    ردحذف
  2. صديقي الجميل
    أنا أيضًا أفتقدك
    لكن الذكرى باقية ما بقينا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة