ضفيرة سوداء

ضفيرة سوداء

-نثيرة-

مصطفى الشيمي

لوحة للرائع Erika Husselmann


أفضلُ خسارةَ
فتيات لا يعرفن
كيف يرقصن
حافيات
على خيط رفيع


مثل جدي
اختبئتُ
في خزانة ملابسي
وراء ورقة تين.
سمعتُ صوت أبي
يبحثُ عني وينهرني
على السيجارة المفقودة
من علبة التبغ.


 
فقدتُ أصبعًا في الحربِّ
من يأمن الصحراء
على الذكرى؟
بحثتُ .. لم أبحثْ
صرختُ ..
لم أسمع صدى
كان لابد من سيجارةٍ
لتحل ..فراغ هذا البتر

 

في طفولتي
وجدتُ مرآة غريبة
كان لونها أزرق
كان سحرها أطغى
هربتُ ..
حاولتُ أن أهرب
فقدتُ صورتي فيها
ولم أرجعْ


 
طفلة
بادلتُ قلبها بقصيدةٍ
حاولتِ الهروبَ
من القضبان
من السطور
أمسكتها..قيدتها
قايضتها بقصائد أخرى
وفي سوق العكاظ
ألقيتها عاريةً
من ضوءِ عينيها
على الحشدٍ العظيم
فتقبلوها وقبّلوها
وتحسسوا نهديها
فلم تصرخْ

 

بكيتُ في المرآةِ
وانتظرتُ داخلها
أن أرى انعكاسًا لي
على الوجود الخارجي
فلم أر شيئًا
كان الأثاث هالكًا
والستائر سوداء
مسدلة
على الحيطان
ولم تكن ثمّ نافذة
لأذكر ملمس الضوء


 
طفلةٌ
بادلتْ عينيّ ببوصلةٍ
تشدني
في الصحراء
خلف طيفها المائي
فلمْ أجدْ غير الملحِ
في باقي النساءِ

تعليقات

المشاركات الشائعة